تفاصيل حصرية حول قضية أطفال سرطان الدم في صنعاء
أدى استخدام علاج كيميائي إلى وفاة 9 أطفال في صنعاء، فيما تم إنقاذ 12 طفل بعد تلقي جرع كيماوية في مركز سرطان الدم الخاص بالأطفال في أمانة العاصمة.
وتكشف المعلومات أن الأطفال الذين لقوا حتفهم تعودوا على تلقي الجرع الكيميائية في مركز سرطان دم الأطفال وكانوا يأخذونها بشكل دوري واعتيادي، حتى يوم الحادثة حيث تم إبلاغ الأهالي أن العلاج المقرر لاستخدامه في الجرع قد نفد من مخزن المركز، وعليهم أخذه تجاريا.
ووفقا للمعلومات فإن الأهالي اضطروا لشراء العلاج من إحدى الصيدليات في شارع الزبير. وهو العلاج الذي ثبت لاحقا أنه يحتوي على مواد جرثومية.
وفي حين توفي 9 أطفال، تم إنقاذ 12 طفل آخر، كانوا قد تلقوا جرعة كيماوية تحتوي على ذات الدواء.
وتكشف وثيقة صادرة عن الهيئة العامة للأدوية نشرت على الصفحة الرسمية للهيئة في فيسبوك تعميم على الأطباء والصيادلة بمنع استخدام دواء methotrexate 50 mg/2 ml من شركة سيلون الهندية، وخصصت الهيئة في المنع أرقام 4 تشغيلات من هذا الصنف،علما أن رقم التشغيلة هو رقم الهدف منه التعريف على دفعة من المستحضرات التي تحمل نفس الرقم وتم تصنيعهم في نفس الوقت ويرمز لرقم التشغيلة بـ Lot No أو Batch، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول أرقام التشغيلات الأخرى، وهل الدواء مهرب أم مسجل لدى الهيئة العامة، وإذا كان مهرب بالفعل فلماذا لا يتم منعه بشكل عام كصنف مهرب، ولماذا تم استخدامه من قبل الأطباء المختصين طالما وهو غير مرخص.
حاولنا البحث في موقع وزارة الصحة والهيئة العامة للأدوية عن هذا الصنف لكن لم نعثر على أي دليل عن أصناف الدواء المرخصة، سوى قائمة خاصة بأسعار الأدوية صادرة عام 2021م ويوجد هذا الصنف لكن لشركة دوائية ثانية وليس للشركة الهندية، بينما توجد أصناف أخرى للشركة الهندية.
تؤكد المعلومات أن وزارة الصحة في صنعاء باشرت عمل التحقيق منذ تلقيها بلاغ بالحادثة، وأخذت عينة من العلاج لتحليله مختبريا، كما تم إغلاق الصيدلية التي باعت هذا الصنف وإحالة صاحبها إلى النيابة، فيما لا تزال التحقيقات جارية.
وتشير المعلومات أن النتائج الأولية تظهر أن الدواء احتوى على مواد جرثومية بسبب سوء التخزين والنقل.
في الأثناء يطالب المواطنون أن يكون هناك إجراءات قانونية وعقابية رادعة في حق المتسببين بهذه المأساة، وتشديد العقوبات على جريمة تهريب الأدوية، حتى لا يكون هناك مآسي