خلاصة الخلاصة
كيف شاركت السعوديه باغتيال صالح..في تآمر واضح بينها وبين شيعة اليمن.
،،،،،،
ابو القاسم الرزامي
،،،
تصفية صالح خطط لها قبل اشهر وبدأت الاستفزازات الفعليه لصالح منذ التحضير المؤتمري لاحتفالات الموتمر بذكرى تاسيس الحزب في 24 اغسطس الماضي.. حيث بدأ الحوثه بتضييق الخناق على المؤتمر وقيادته التاريخية بشكل خاص والتشكيك في وطنية الحزب ومؤسسه يوما بعد يوم بشكل عبثي وديماغوجي لا يقبله العقل والمنطق.
عموما تم اختيار المولد النبوي الشريف الذي حشدوا له الكثير من الرجال الى داخل صنعاء مدججين بالاسلحة بدعوى ترتيب وتأمين الاحتفال المولد ، قبل المولد بيوم كانت حشود الحوثه تتقاطر على صنعاء من كل محافظة بدعوى الإعداد للمولد، بعدها بدأ الحوثه باستفزاز صالح من خلال اشتباكات صغيرة طالت بيوت صالح واقربائه فتدخلت لجنة وساطه وأوقفت الاشتباكات بنفس الليلة وكذلك أنهت الخلاف الذي نشب حول جامع الصالح .
خلال ذلك وبدعوى تأمين العاصمة تم اغلاق منافذ صنعاء الاربعه او الخمسه وتم إغلاق معظم الحارات المؤديه الى الحي الذي يسكن فيه صالح وتم منع اي شخص من الدخول الا سكان المنطقة وبهذ أطبقوا الخناق على صالح وافراد اسرته في منازلهم، لجنة الوساطه ايضا كانت قد حددت مكان تواجد صالح وأصبح أمره مكشوفا فبات عالقا في منزله فتحجمت تحركاته وقيل له بالمفتوح ممنوع تتحرك حتى انتهاء الاحتفال بالمولد وكل هذا بعلم وتواطئوا لجنة الوساطة برئاسة الغادر والشايف، وعلم السعوديه كما سأوضح لكم لاحقا.
عند انتهاء المولد النبوي تجددت الاشتباكات وتم التعزيز بجميع من دخلوا الى صنعاء لحصار الأحياء والمنازل التي تتبع عائلة صالح
وهنا ربما أدرك الرجل حجم المؤامرة وانكشفت له الخطة وقرر التحرك الذي لطالما اجله كثيراً وقرر الانحياز لتطلعات غالبية ابناء اليمن والإعلان عن مواجهة الحوثة باعتبارهم عدوان داخلي ونادى بضرورة استعادة الجمهورية والدفاع عن اليمن من اطماع هذه الجماعة الكهنوتيه المتآمرة على الشعب، وهو الامر الذي اربك الحوثه كثيرا لكنه جاء متأخرا، وهو ما دعى قطر للتدخل في الموضوع كوسيط لاصلاح ذات البين فحاكت قطر مكيدتها بخبث مستخدمة عبدالملك السياني احد ابناء سنحان الذي لم يكن يعلم انه جزء من تلك المؤامرة التي اطاحت بالرجل.
كان الحوثه وبكيد واضح من الرياض يدفعون صالح نحو التواصل والتنسيق مع التحالف والسعوديه وبمجرد حدوث ذلك ادرك الحوثه ان صالح قد وقع في الفخ وان ساعه الصفر قد حانت كما صرح بذلك ابو علي الحاكم وعليه استبقوا تحرك صالح قبل سحب اللواء ٢٢ حرس والقوات الخاصة من الحوبان تعز ..
السعوديه كانت ايضا قد زودت الحوثة بمنظومة اجهزة متكامله للتجسس على الاتصالات ومن خلالها اخترقوا مكالمات صالح وبعض انصاره وعندما وصلت الدبابات امام بيت صالح ادرك الرجل ان التحالف يريد ان يتخلص منه عن طريق الحوثه فقرر اختيار طريق الشهادة والمقاومه منفردا وتسجيل موقف عظيم يخلده امام شعبه وفي صفحات التاريخ اليمني المعاصر كخاتمه حسنه لمسيرة البناء والتنميه والامن والاستقرار الذي تحقق في عهده خلال 33 عاما من حكمه.
قيادة التحالف اطلعت الحوثه على الاماكن التى سيتم قصفها من قبل طائرات التحالف فكانوا يتحركون بشكل امن في المسارات والمواقع التي ستكون بعيده عن تلك الضربات، كما ان الطيران المحلق في سماء صنعاء كان يتحاشى ضرب اي مجاميع حوثيه قادمه الى صنعاء من خارجها، ولذلك كانت الضربات عديمة التأثير بالنسبه للحوثه، ناهيك عن مئات الملايين التي استطاع الحوثه بها شراء ذمم وولاءات شيوخ القبائل المحيطه بصنعاء وبعص قيادات الحرس الجمهوري التي خذلت صالح.
تمكن الحوثه بذلك من قفل واغلاق العديد من الطرق المؤديه الى صنعاء واجهاض اي امدادات او وحدات عسكريه تحاول دخول العاصمه والوقوف الى جانب صالح بل وقتلت واسرت العديد من القاده العسكريين الذين قادوا تلك الوحدات نحو صنعاء قبل ان تصل.
لم يتحرك الحوثه بشكل عبثي كان هناك من يخطط لهم باتقان بخبرات واستشارات فنيه وعسكريه ايرانيه وبموافقه سعوديه التقت مصالحها مع رغبة الحوثه بقتل صالح ثأرا للمتمرد حسين الحوثي الذي قتله جيش اللواء علي محسن الاحمر في معارك سابقه بينما كان مختبئا في احد كهوف صعده، وبذلك كشف الحوثه تحركات صالح من خلال اختراق منظومة الاتصالات الخاصة والعامة داخل العاصمة صنعاء، كما عطلوا الاتصالات السلكية واللا سلكيه في الحي السياسي والمناطق المجاورة، فحال ذلك دون اجراء اي اتصال قد يحدث بين صالح والاخرين، لا سيما بعدما تمكنوا من احكام السيطرة على قناة اليمن اليوم، واختراق وسائل اعلام المؤتمر الالكترونيه بواسطة خبرات لبنانية قامت بذلك من داخل بيروت.
بث الحوثيين ايضا شائعات تطمينية لكوادر المؤتمر سرعان ما تم تداولها كالنار في الهشيم مفادها ان قوات صالح تسيطر على الوضع وتدك معاقل الحوثه، وهو ما جعل المؤتمريين يلزمون منازلهم والاكتفاء بالفرح الزائف خلف الموبايلات، كما بث الحوثه عبر قناة اليمن اليوم بيانا يقول أن الزعيم صالح وافق على الصلح داعيا الجميع الى ضبط النفس والعودة لتحالفه مع الحوثيين ضد العدوان حيث اجبروا مذيع القناه على تلاوة ذلك البيان.
حاصر الحوثه صالح واستخدموا الدبابات والصواريخ والمدرعات وحصلت مجازر بشعه خلفت مئات القتلى، ذكر احد قتله صالح ان الرجل استطاع برشاشه من احدى زوايا منزله ان يقتل خمسة من ميليشيات الحوثه ويجرح اخرين لكنهم تكالبوا عليه حتى وصلوا اليه وقتلوه بعدد من الطلقات التي اصابته اسفل صدره وليس في راسه وما حدث في وجهه وراسه بعد موته من طلقات كان عمل غير انساني ولا اخلاقي الهدف منه التنكيل بالجثة، بعدها حرص الحوثه على قتل كل مرافقي صالح من اقرباء او قيادات سياسيه، حتى لا تخرج رواية تدحض روايتهم الكاذبه التي تصور صالح بانه قتل اثناء هروبه من العاصمه، ناهيك عن تصوير بعض قناني الخمر في بيته لايهام المجتمع بقصص رخيصة كتفكيرهم.
فتح الحوثه في اكثر من مكان حوالي عشر جبهات داخل صنعاء للتمويه بان الحرب لا تزال مستمره وبث الرعب في قلوب الموطنين ومنعهم من الخروج، لكن مقتل صالح كان قد انهى كل شي وحتى الاماكن التي سيطر عليها رجال صالح سابقا سقطت بيد الحوثه بسهوله بسبب انهزام الروح المعنويه نتيجة مقتل الزعيم صالح الذي اسرع الحوثه بنشر صور ومقاطع لجثته على تلك الهيئة التي ظهرت .
السعوديه التي لم تحاول خلال اكثر من عامين التواصل مع صالح او الاستجابه لدعواته للحوار كانت تمنح الحوثه فرصه اكبر للاستقواء على صالح يوما بعد يوم وفي الوقت الضائع مدت يديها لصالح ليس لانقاذه ومساندته بل للتخلص منه، لا سيما بعدما اوجعها بتسريب وثائق وصفت بالخطيرة! مدت الرياض يديها لصالح باتفاق سري صنعه محمد عبدالسلام مع كهنة بني سعود فساهمت السعوديه في رفع معنويات صالح عبر قنواتها الاعلاميه الرئيس السابق وليس المخلوع لكنها في الواقع لم تضرب ميليشيات الحوثي في صنعاء ولم تعترض او تصب الدبابات والمدرعات التى جابت يومها شوارع العاصمه حتى وصلت الى جوار منزل صالح ودكت اسواره واقتحمته وعادت الى قواعدها سالمه بعد ان انهت مهمتها بنجاح.
وهكذا اعتمد الحوثه على اسلحه ومخزون صالح المنهوب من معسكرات الدوله لتحقيق انتصارات كبيره في جبهات القتال او في عمق السعوديه والامارات كما استخدمتها ايضا في قتل صالح نفسه دون ان تحاول السعوديه اي محاوله لاستهداف الدبابات والمدرعات، وللتأكيد على ذلك نجد ان الكثير من استثمارات الحوثه كمكاتب صرف العملات الصعبه، ومحطات النفط المتكاثره، والعمارات السكنيه الجديده التي انشأها وبناها الحوثه ولا زالوا يشيدونها لم يتعرض اي منها على الاطلاق لاي ضربه او غاره من غارات الطائرات التي تضرب اهدافا وهميه وغير ذات قيمه حتى يقال انها لازالت تحارب الحوثه وتريد النيل منهم.
نتيجه لما سبق قد تشهد الايام القادمه تقارب حوثي سعودي في اطار حوار سياسي يبحث سبل انها الحرب باتفاق يتيح للحوثه الاستفراد بحكم اليمن مقابل رعاية المصالح السعوديه والأمريكية في اليمن وضمان عدم المساس بالحد الشمالي بل والدفاع عنه ان لزم الامر، وهذا ما ستكشفه لنا الاحداث القادمه وتسوقنا اليه بشكل او بآخر.
ابو القاسم الرزامي
هكذا تمت الصفقه بين شيعة اليمن وبني سعود