الإثنين 28 ديسمبر ,2020 الساعة: 06:58 مساءً
خاص
قال المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، إن النظام العالمي يتفكك، وإن ذلك يحدث على شكل سلسلة من الأزمات، لكل منها طبيعته الخاصة، مؤكدا أن من بين الأزمات التي تدخل فيها أكبر دول العالم، أزمة الحلفاء والتحالفات.
وأضاف في المقال الذي نشر في موقع "روسيا اليوم" أن المشكلات الاقتصادية المتزايدة تجبر الدول الكبرى على إعادة توجيه بوصلتها نحو حل المشكلات الداخلية، وإعادة النظر في العلاقات مع الحلفاء، والمبادئ التي كانت تستند إليها التحالفات في السابق.
وأكد أن المملكة العربية السعودية نفسها، تعاني من عجز كبير في الموازنة، وتحتاج إلى المال، مضيفا "لهذا كان على الكويت والإمارات تقديم المساعدة للرياض من خلال شراء جزء من أسهم أرامكو السعودية كجزء من الاكتتاب العام للشركة. أي أن الشكوك تحوم حول آفاق نمو الإيرادات في الرياض".
وتوقع المحلل السياسي الروسي أن تخفض السعودية الإنفاق السعودي بشكل كبير، بالتوازي مع تراجع نفوذ السعودية على حلفائها وفي الخارج بشكل عام.
وقال" في ظل هذه الظروف، كان من المفترض أن تكون قد نضجت لدى الرياض رغبة قوية في إنهاء الحرب في اليمن، بينما أثبت الحوثيون أن التحالف الذي تقوده السعودية ليس لديه أي أمل في النصر، على الرغم من الإنفاق الهائل الذي أصبحت السعودية أقل قدرة على تحمّله".
وقدّر مركز "ويلسون" الأمريكي، في عام 2015، إنفاق التحالف على الحرب في اليمن بمبلغ 200 مليون دولار يوميا، مع تغطية السعودية لمعظم هذه التكاليف.
وأشار نازاروف، الى أن قضية خروج السعودية من اليمن، تواجه الرياض صعوبات، لغياب صيغة واضحة لتحقيق الاستقرار في اليمن بشروط مقبولة إلى حد ما بالنسبة للرياض. بالإضافة إلى ذلك، تزداد التناقضات، ويتعقد التنافس مع الإمارات في حال خروج السعودية من اليمن، وستفقد السعودية قيادتها في شبه الجزيرة.
وتابع"مهما كان الأمر، فقد أصبح وضع اليمن بالنسبة للسعودية بنفس كارثية الوضع الذي أصبحت به أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة، حيث لا يمكن المغادرة، ويستحيل البقاء".
وأضاف "كما أن إضعاف موقف الرياض في اليمن يقوّض مكانة السعودية في مجلس التعاون الخليجي، وآفاق هذه المنظمة برمتها، حيث من المحتمل أن تنهي الحرب اليمنية ما بدأته قطر بتدمير المجلس، وإن لم يكن رسميا، فعلى مستوى جوهر التنظيم. حتى الآن تسير الأمور في هذا الاتجاه".
ولفت الى ان كرم الزعماء والقادة انتهى وأن الاحتكاكات والصراعات بدأت مع المرؤوسين، في اشارة الى مساندة الولايات المتحدة للسعودية في حربها على اليمن من مقابل دفعها المال.
وقال نازاروف، "تحاول الولايات المتحدة الأمريكية امتصاص آخر قطرة من رحيق الحلفاء، ويمكننا بهذا الصدد العودة إلى عقود الأسلحة مع السعودية، أو الخلاف حول الإنفاق العسكري على حلف الناتو من قبل الشركاء الصغار في الحلف، كذلك ينتقل الاتحاد الأوروبي من أزمة لأخرى، فلم توشك بريطانيا على مغادرة الاتحاد حتى شرعت كل من بولندا والمجر بحجب موازنة الاتحاد.
وتقود السعودية من مارس 2015 تحالفا لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ضد الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة في سبتمبر 2014.
وخلال ست سنوات من الحرب لم يحقق التحالف هدفه، بل ذهب لتحقيق اهداف أخرى تمثل مصالح السعودية والامارات اللتان يتحكمان بالقرار اليمني وتسيطران على كافة المنافذ والمنشأت الحيوية بالبلد.